علماء السلطان،(٢) ابن شهاب الزهرى
روى المدائنى بسنده وأبو الفرج فى الأغانى بسنده عن ابن شهاب الزهرى"قال لى خالد القسرى_أحد أكبر عمال بنى أمية وأمير العراقين لهم على حد تعبير الذهبى_اكتب لي السيرة فقلت إنه ليعرض لى الشئ من سيرة على بن أبى طالب فأذكره قال:لا إلا أن يكون فى قعر الجحيم
ابن شهاب الزهرى:أحد كبار رواة الحديث وقاضى بنى أمية أسند أكثر من ألف حديث عن الثقات ومجموع أحاديث الزهرى كلها ألفين ومئتى حديث،وهو ليس بثقة.
بتتبعى لرواية الزهرى للسير والمغازى لا نجد ذكر لعلى بن أبى طالب إلا حين لا ينطوى على ميزة تميزه عن غيره وإن سُؤِل عن فضيلة له جحدها.ففى ذكر أول من أسلم نقل عبد الرزاق عن معمر عن غير الزهرى أنه على بن أبى طالب ولكن الزهرى قال ما علمنا أحداً أسلم قبل زيد بن حارثة ثم يواصل الزهرى ذكر من أسلم فلا يذكر إسلام على ولا أحد من بنى هاشم ثم يمضى فى ذكر السيرة والمغازى فلا تجد على إلا رجل غريب ليس له ذكر أو أثر مع إنه لا يمر على أثر لأبى بكر وعمر إلا فصَّل فيه وزينه أما على فلا ذكر له فى العهد المكى ولا فى الهجرة ولا فى المؤاخاة ولا فى حُنين ولا فى تبوك ولا ذكره لحديث المنزلة_أنت منى بمنزلة هارون من موسىإلا إنك لست نبيا وأنت ولى كل مؤمن من بعدى_
لقد شعر عبدالرزاق بذلك وهو يروى مغازى الزهرى فتداركه فى مواضع معدودة فروى خبر إسلام على عن معمر عن قتادة وعن عثمان الجزرى،وروى حديث على على فراش النبى يوم الهجرة من حديث معمر عن عثمان الجزرى عن قتادة وروى قول النبى لعلى يوم خلفه أميراً على المدينة_أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى_رواه من حديث معمر عن قتادة وعلى بن زيد بن جدعان
ومما يدل على تدليس الزهرى أيضا أنه حين ذكر أن النبى بعث أبا بكر بسورة التوبة لم يذكر أنه أرسل عليا خلفه ليأخذها منه قائلا فليأخذها رجلٌ هو منى وأنا منه
ومما ورد أيضا عن معمر قال سألت الزهرى عمن كتب كتاب صلح الحديبية فضحك وقال لئن سألت هؤلاء ليقولن عثمان!!
هكل ذلك دلائل واضحه على تدليس الزهرى وبطلان الاحتجاج بتوثيقه ومما يستشهد به داعميه أنه سأله هشام بن عبد الملك مرةً عن قوله تعالى "والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم" فقال هشام هو على! فقال الزهرى:لا والله هو أبى ابن سلول فقال له هشام:كذبت فقال الزهرى:أنا أكذب!والله لو نادى منادٍ من السماء أن الله قد أحلّ الكذب ما كذبت أبداً
هذا الموقف بما به من مبالغه فى قول الزهرى وانتقاص من مقام رب العزة ما يدل إلا على إحدى المشاهد لما يحدث من دلال بين السلطان ووعاظه_العلماء المزيفين_موقف أشبه ب"تعبتنا يا فضيلة الإمام"فالزهرى يعطى نفسه شرعية زائفة لخلق قاعدة شعبية بين مؤيديه
فالزهرى كان يدَّرس لابناء هشام بن عبد الملك ورباهم له، وأرسله الوليد فى سرية خاصة تابعة للخليفة وتولى قضاء بنى أمية ،فكفاك تدلاً يا ابن شهاب والله قد أتعبت من بعدك.
تعليقات
إرسال تعليق